وسئل عن المحبة، فقال: المحبة ليست من تعليم الخلق، إنما هو مواهب الحق، وفضله) (١).
ولمعروف الكَرْخي في علم الباطن ومعرفة الحقِّ طريقان؛ فالطريق الأول بينه وبين النبيِّ ﷺ أربعة من رجال الله وأوليائه:
* * *
[١٢٤ - داود الطائي (٢)]
الأول: أبو سُليمان داود بن نصر الطَّائي.
وكان من مشايخ أهل التَّصوف وساداته، وأوَّلَ من انفرد من خواصِّ أهل السنة بالتصوف، واشتهر بهذا الاسم من بين هؤلاء الأكابر، وهو مرشد معروفٍ الكَرْخي ومريد الحبيب العَجَمِي الرَّاعي في الطريقة.
وكان في الفقه من أقران أبي يوسف ومحمد، أخذ الفقه عن أبي حنيفة، وكان له معرفة تامة في الحديث والنحو وأيام الناس، ثم تعبَّد ولم يتكلم في شيء من ذلك، واختار العزلة عن الناس.
أوصى إلى معروف الكَرْخي: يا بنيَّ، إن أردْتَ السلامة فسلِّم على الدنيا، وإن أردتَ الكرامة فكبِّر على الآخرة (٣).