وفي الباب السادس عشر من "الفتوحات المكية": اعلم أنَّ الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة لا خامس لهم، وهم أخص من الأبدال.
والأبدال في هذا الطريق لفظ مشترك، يطلقون الأبدال على من تبدَّلت أوصافه المذمومة بالمحمودة، ويطلقونه على عدد خاص، وهم أربعون عند بعضهم لصفة يجتمعون فيها.
ومنهم من قال: عددهم سبعة، والذين قالوا: سبعة منهم (١) من جعل السبعة الأبدال خارجين عن الأوتاد متميزين، ومنهم من قال: إنَّ الأوتاد الأربعة من الأبدال، فالأبدال سبعة، ومن هذه السبعة أربعة هم الأوتاد، واثنان هما الإمامان، وواحد هو القطب، وهذه الجملة هم الأبدال.
وقالوا: سموا أبدالًا لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله، ويؤخذ من الأربعين، ويكمل الأربعين بواحد من الثلاثة، ويكمل الثلاثة بواحد من صالح المؤمنين.
(وكان معروف الكَرْخي من موالي علي بن موسى الرضا، وكان أبواه نصرانيَّان أسلما بين يدي موسى الرضا)(٢)، وكان صاحبًا للإمام علي بن موسى الرضا، فازدحم الشيعة يومًا على باب علي بن موسى الرضا فكسروا ضلع معروف، فمات سنة إحدى ومئتين ببغداد، وقبره فيها يزار ويتبرَّك بتراب قبره، وهو التِّرياق المجرَّب.
وكَرخ محلَّة ببغداد.
(استوصى رجل من معروف، فقال: احذر أن لا يراك الله إلا في زي مسكين.