ثم إدريس ﵇، وهو إدريسُ بن يارد بن مهيايِيل بن قَيْنانَ بن أنوشَ بن شِيْثَ بن آدمَ، واسمه أخْنُوخُ، إِنَّما سُمِّيَ إدريس لكثرة درسه من كتب الله تعالى وسنن الإسلام، أنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفةً (٤).
وهو أَوَّلُ مَنْ خطَّ بالقلم، وأولُ مَنْ خاطَ الثِّيابَ ولبسَها، وكانوا من قبلُ يلبسون الجلود، يُقال له في ألسن الحكماء الإلهيَّة: هِرْمسُ (٥) الهَرامِسَة، وهو باليونانيَّة أرميس، ومعناه: عُطارد. ولد بمصرَ في مدينة منف منها، وكان في بداية أمره تلميذًا لِغوثاديمون المصري، وكان غوثاديمون أحدَ الأنبياء اليونانيِّين، والهِرْمِيس وهو أوراني الثَّاني عندهم، وإدريس ﵇ وهو أوراني الثَّالث، وأوراني الأول عندهم شيث بن آدم ﵉، وهو أوَّل مَنْ أخذ اليونانيون والحكماء عنه الشَّريعة والحكمةَ.