الإمام المجتهد المتقدِّم، أبو يوسف، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد (٢) الأنصاري.
قال ابن قتيبة (٣): كان سعد (٤) استصغر يوم أحد، ونزل آخر عمره الكوفة، ومات بها، وصلى عليه زيد بن أرقم، وكبَّر عليه خمسًا.
وكان أبو يوسف يروي عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما (٥)، وكان صاحب حديث حافظًا (٦)، ثم لزم أبا حنيفة، وغلب عليه الرَّأي، وولي قضاء بغداد، فلم يزل بها حتى مات سنة اثنتين وثمانين ومئة في خلافة هارون الرشيد.
وابنه يوسف ولي قضاء الجانب الغربي في حياة أبيه، ثم توفي سنة اثنتين وتسعين ومئة، انتهى.
وكان أبو يوسف هو المقدَّم من أصحاب الإمام أبي حنيفة، وهو أوَّل من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، (وبث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض)(٧)، وله "الأمالي"، و"النوادر".