وعن زياد بن أيوب: أنَّه كان على قضاء المدائن أربعة أشهر.
وأنه مات بالمدائن سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومئة، وهو قاض لهارون الرشيد، وهو ابن ثلاث وستين سنة، كذا في "مناقب حافظ الدِّين الكَرْدَري".
* * *
[١١٦ - أسد بن عمرو (١)]
أسد بن عَمْرو القاضي البَجلي الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة.
سمع أبا حنيفة، وتفقَّه عليه، ووثقه يحيى، ولا يلتفت إلى من ضعفه.
وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل، وهو كافٍ في كونه ثقة.
وعن الإمام الصَّيْمَري بإسناده إلى أبي نعيم أنَّه قال: أول من (٢) كَتب كُتُب (٣) أبي حنيفة أسد بن عمرو، وتقدَّم النقل عن الطَّحَاوِي في حقه في يحيى بن زكريا قبيل هذا.
وعن الطَّحَاوِي أيضًا أنه قال: سمعت بكار بن قتيبة يقول: سمعت هلال بن يحيى الرائي يقول: كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد الكعبة فدخل معه بنو عمه، فرأيت جميعًا قيامًا وهو قاعد، قال: ورأيت شيخًا قاعدًا أيضًا أمامه، فقلت لبعض من كان معي: من هذا الشيخ، فقال لي: أسد بن عَمْرو قاضيه، فعلمت أنَّه لا مرتبة بعد الخلافة أجلُّ من القضاء.