وكان لم يذكر الحشيش ابن وهبان في "منظومته"، وقال ابن الشحنة عجبت من المصنف لكونه لم يتعرض لحكم الحشيش، وهو غريب غير منقول (عن علمائنا المتقدمين ولا في كل كتبها، في النادر من تعرض لحكم الحشيش وهو غريب غير منقول)(١).
ذكره في "المبتغى" -بالغين المعجمة- في مسائل شتى، فقال: ويحرم أكل الحشيش، وهو ورَق القِنَّب، وقد اتَّفق مشايخنا ومشايخ الشَّافعي ﵏ على تحريم تناوله، وأفتوا بإحراقه، مع خطر قيمته، وأمروا بتأديب بائعه، والتَّشديد على أكله، فالآن فتوى المذهَبَيْن على تحريمه (٢)، حتى قال علماؤنا: من قال بحلِّه فهو زنديق مبتدع، وحكموا بإيقاع طلاق المحشش زجرًا كما في السكران، انتهى.
ثم إني رأيت بخط مجهول على ظهر كتاب، فذكر مسألة الحشيش، كما قال، ثم رأيت بخط ابن الصائغ، ولفظه: سئل شمس الأئمة الكَرْدَري عن الحشيش التي هي ورق القِنَّب، قال: لم ينقل عن أبي حنيفة ﵀ وأصحابه فيها شيء؛ لأنَّ أكلها