(وفي واقعات الصَّدر الشَّهيد في باب الكراهية بعلامة السين: التحليف بالطلاق والعتاق والأيمان المغلظة لا يجوز، لأن السنة وردت بالتحليف بالله، فلا يجوز تغيير السنة، ومن مشايخنا من رخصوا في ذلك، وهكذا أفتى الإمام أبو علي السَّمَرْقندي؛ لأن الناس تهاونوا بالحلف بالله تعالى، فلو لم يجز ذلك لذهبت أموال الناس ودماؤهم، فإذا يفتى أنه لا يجوز، فإن بالغ المستفتي في الفتوى يُفتى أن الرأي للقاضي)(١).
* * *
[٢٥٠ - القاضي أبو الهيثم (٢)]
القاضي الإمام، المعروف بكنيته أبو الهيثم ابن خيثمة بن محمَّد النَّيْسَابُوري.
أستاذ القضاة والفقهاء عديم النظير في الفقه والتدريس والفتوى.
روي أنه تولى القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمئة إلى سنة خمس وأربعمئة، قيل: حتى لم يبقَ بخراسان قاضٍ وهو على مذهب الكوفيين إلا وهو ينتمي إليه.
تفقَّه على الأستاذ (٣) الإمام قاضي الحرمين أبي الحسين النَّيْسَابُوري، وأخذ عنه، عن أبي طاهر الدباس (٤) القاضي (٥)، عن أبي خازم القاضي، عن عيسى بن