الغوث الأكبر، ووارث خير البشر، بحر الشَّريعة، وشمس الحقيقة، وبرهان الطريقة، الشَّيخ العارف بالله والمتوجه بكليته (٢) إلى الله، (علَّامة الأوان، وكنز الزَّمان)(٣)، السيِّد أحمد البُخاري الحسيني.
نشأ ببلدة بخارى، ووصل إلى خدمة قطب العارفين خواجه عبيد الله السَّمَرْقندي، وتشرف بصحبته، وأخذ عنه ما أخذ.
ثم صحب بأمر خواجه عبيد الله خليفته الشَّيخ الإلهي، وأتى معه بلاد الروم، وأقام معه بسِمَاو (٤) -وهو وطن الشَّيخ الإلهي- أكثر من ست سنين، وكان الشَّيخ الإلهي يعظِّمه غاية التعظيم، وعينه للإمامة مدة إقامته بسِمَاو (٥).
وعن الشَّيخ الإلهي أنَّ السيِّد أحمد البُخاري صلَّى لنا صلاة الفجر بوضوء العشاء ست سنين، وسئل عن نومه تلك المدة، قال:(كنت آخذ بغلة الشَّيخ وحماره في صبيحة كلِّ يوم، وأصعد الجبل لنقل الحطب إلى مطبخ الشَّيخ، وكنت أرسلهما ليرتعا في الجبل، وفي ذلك الوقت)(٦) كنت أستند إلى شجرة وأنام ساعة.