المولى العالم الرَّباني، والفاضل الكامل الصَّمداني، الواقف على دقائق العلوم وحقائق الشَّريعة، والعارف بعوارف التصوف ومعارف الطريقة، محمَّد بن قطب الدِّين الإزنيقي.
قرأ على المولى الفَنَاري العلوم الشرعية والفنون العقلية، وتمهر في كلٍّ منها وفاق أقرانه، ثم سلك مسلك التَّصوف، وجمع الشَّريعة والطريقة، قال صاحب "الشقائق": رأيت له كلمات على حواشي بعض الكتب، وتيقنت منها أنّه كان على جانب عظيم من الفضل.
صنَّف شرحًا لـ "مفتاح الغيب" للشيخ صدر الدِّين القُونَوي، وهو شرح نفيس أورد فيه لطائف على وجه الاختصار، محترزًا عن الإملال والإطناب والإخلال نفعًا للمبتدئين، وشرح أستاذه المولى الفَنَاري في غاية الإطناب لا ينتفع به إلا المنتهي، وصنَّف أيضًا شرحًا لـ "الفصوص"، ولصدر الدِّين القُونَوي شرح أيضًا، انتهى.
مات ﵀ سنة خمس وثمانين وثمانمئة.
وكان أبوه (٢) الشَّيخ قطب الدِّين الإزنيقي فاضلًا زاهدًا متورعًا، ولد بإزنيق، وقرأ على علماء زمانه، وتمهر في كل العلوم، وكان له حظ عظيم من التصوف، وشأن عظيم في علمي الباطن والظاهر، روي أنَّه لما أفسد تيمور في البلاد الرومية اجتمع مع الشَّيخ المذكور فقال له الشَّيخ: عليك أن تترك صنيعك هذا، من قتل عباد الله، وسفك