وله تصنيفات منها رسالة في التصوف سمَّاها "رسالة النور"، ورسالة أخرى في دفع مطاعن الصوفية، وكتاب في علم الطب، جمع فيه من العلاجات النافعة جرَّبها لكل مرض.
* * *
[٧٢٥ - الأمير السكيني (١)]
الشَّيخ العارف بالله الأمير السكيني.
أخذ الذكر والتلقين عن الشَّيخ العارف بالله الحاج بَيْرَامُ الأنقروي، وبلغ عنده المقامات العالية، وظهر منه الكرامات السامية.
حكي أنّه لما قرب الاحتضار للشيخ الحاج بيرام جمع أصحابه عنده متوجهين إلى أنّ الشَّيخ من يخلفه مكانه ومن يتعين للإرشاد، والشَّيخ آق شمس الدِّين كان يجلس يمين الشَّيخ ولا يقدم عليه أحد (٢)، وكان الشَّيخ السَّكيني قائم في آخريات الأصحاب، ففتح الحاج بيرام عينه وقال: أمير صو كتور؛ يعني هات الماء، فكان من المريدين سادات وكان من مقدميهم، فقام واحد منهم وأتى الماء بالمشربة، فأعطاها الشَّيخ، فأخذ الشَّيخ المشربة، وكان بين يدي الشَّيخ طبق مملوء بالفاكهة، فصب عليه ذلك الماء ولم يشرب، ووضع المشربة بين يديه، ثم بعد ذلك فتح عينيه أيضًا، وقال أيضًا: أمير صو كتور، فقام منهم واحد وأتى الماء بهذه (٣) المشربة، وأخذ الشَّيخ أيضًا وصب ذلك الماء على الفاكهة، ووضع المشربة بين يديه ولم يشرب، ثم فتح عينيه وقال: أمير صو كتور، فلما تسارع واحد من هذه السادات إلى الماء أيضًا قال الشَّيخ
(١) انظر ترجمته في "البداية والنهاية" لابن كثير (١٣/ ١٣٨). (٢) أ: أحدًا. (٣) أ: بيده.