وكان علَّامة (١) فاضلًا، وورث العلوم أبًا عن جد، أخذ عن أبيه شمس الدِّين محمَّد، عن أبيه صدر الدِّين سليمان، عن الشيخ الإمام جمال الدِّين الحَصِيْري، عن القاضي الإمام فخر الدِّين قاضي خان.
درَّس وأفتى، وكان من أجلَّة أهل الإفتاء، أثنى عليه والتمس منه أن يضمَّ خطه إلى خطه في فتواه نجم الدِّين الطَّرَسُوْسِي كما ذكره في "أنفع الوسائل" في مسألة إسلام الصبي العاقل وارتداده، وقد ذكرناه في ذكر نجم الدِّين إبراهيم الطَّرَسُوْسِي في هذه الكتيبة أمام هذا بورقات ثلاث.
* * *
[٦٠٧ - سراج الدِّين أبو حفص عُمَر الغَزْنَوي (٢)]
الشَّيخ الإمام العلامة، سراج الدِّين، أبو حفص، عُمَر بن إسحاق بن أحمد (بن محمود (٣)) (٤) الغَزْنَوي الهندي.
كان إمامًا علَّامة نَّظارًا، فارسًا في البحث، عديم النظير، مفرط الذكاء، إذا في مجلس كان هو المشار إليه والمعوَّل في المشكلات عليه، وكان فائق أهل الزمان بالفضل والعرفان، وله التصانيف التي سارت بها الركبان، وكان له حظ وافر من الأدب شواهدها وآياتها، وقد حصَّل الفروع، وكانت المسائل على حفظه بأصولها ونكاتها.