للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قيل (١): إنّه كان (٢) عمريَّا من جهة الأب، وبكريًّا من جهة الأم، كان أصله من ولاية قرامان بقرية من ناحية بلدة نِكْدَة، مسماة بادرية كوى.

اشتغل في أول عمره بالعلم، وكان يقرأ "شرح العقائد" عرضت له داعية فارتحل إلى خدمة السيِّد يحيى الشَّرْواني.

روي أنّه لمَّا وصل إلى مكان السيِّد يحيى لقي أولًا جماعة من مريديه، فقال لهم: هل يقدر شيخكم أنّ يريني الرب في يوم واحد، وكان فيهم الحاج حمزة المدفون بقرية قَرَاجَه لَوْ (٣) بقرب من قصبة قُورْشُونَلُو من ولاية كَانْقِرِي، فلطمه لطمة شديدة حتى خرَّ مغشيًّا عليه.

فعلم الشَّيخ هذه القصة فدعا الشَّيخ حبيب وقال له: لا بأس، إنّ الصوفية يغلب عليهم الغيرة، وإن الأمر كما ظننت، فأمر له بالجلوس في موضع، ويقصّ ما رآه عليه في المنام، ثم قال لمريديه: إنّه من العلماء، نقل عنه قال: لما جلست في ذلك الموضع جاءت تجليات الحق مرة بعد أخرى، وفنيت كل مرة.

وبعد مداومة اثنتي عشرة سنة، رجع بإجازة منه إلى بلاد الروم، فطاف تلك البلاد، ثم سكن بأنقرة، ولازم زيارة الحاج بيرام وصحب مع الشَّيخ آقْ شمس الدِّين، ومع الشَّيخ إبراهيم، ومع الأمير النقشبندي القَيْصَري، ومع الشَّيخ عبد المعطي من الزينية.

وكان له إشراف على الخواطر، روي أنّه لم يره أحد راقدًا ولا (٤) مستندًا إلا في مرض موته.

مات سنة اثنتين وتسعمئة، وقبره بمدينة أَمَاسْيَه في عمارة محمَّد باشا.

ومن أعزة أصحابه الشَّيخ العارف بالله جمال الدِّين خليفة رحمه الله تعالى.


(١) ع: روي.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) أ: فراجه كر.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>