إلى الحسن البصري، إلى علي بن أبي طالب، إلى رسول الله ﷺ في تلقين الذِّكر.
وكان سيِّد الطائفة الجنيد البغدادي من أجلِّ أصحابه، روي عنه أنه قال: ما رأيت أعبد من السَّري، أتت عليه سبعون سنة ما رُئي مضطجعًا إلا في علَّة الموت.
وحين احتضر أوصى إلى الجنيد، وقال: إيَّاك وصحبة الأشرار، ولا تنقطع عن الله بصحبة الأخيار.
مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
وعن الجنيد أنه قال: دخلت بيت السَّري يومًا، وكان قد كنس بيته ويقرأ هذا البيت (١) ويبكي:
نه شب تهيم نه روز از ناله ووآه … خواهي شب من دراز خواهي كوتاه
وعن السَّري أنه قال: بداية المعرفة تجريد النفس للتفريد (٢) للحقِّ.
وعنه من تزَّين للنَّاس بما ليس فيه سقط من عين الله ﷿.
وعن السَّري في "كفاية المعتقدين" لليافعي أنه قال: كنت أطلب رجلًا صديقًا من الأوقات، فمررت يومًا في بعض الجبال، فإذا أنا بجماعة زمناء وعميان ومرضى، فسألت عن حالهم، فقالوا: ها هنا رجل يخرج في السنة مرة، فيدعو لهم فيجدون الشفاء، فمكثت حتى خرج، فدعا لهم فوجدوا الشفاء، فقفوت أثره فأدركته، وتعلَّقْتُ به، وقلت له: بي علة باطنية فما دواءها، فقال: يا سيدي خلِّ عني، فإنَّه غيور، فإيَّاك أن يراك تأنس إلى غيره فتسقط من عينه، ثم تركني وذهب.
وعن الجنيد في "كتاب التوحيد" للإمام محمَّد أبي بكر الرَّازي أنه قال: كنت أسمع السَّري يقول: يبلغ العبد من الهيبة والأنس إلى حدٍّ لو ضُرِب وجهه بالسيف