من تصنيف محمد، فإنّه حين فرغ من تصنيف "المبسوط" أمره أبو يوسف أن يصنف كتابًا، ويرويه عنه، فصنَّف هذا الكتاب وعرضه على أبي يوسف. فقال أبو يوسف: نعم ما حفظ عنِّي أبو عبد الله إلا أنّه أخطأ في ثلاث مسائل. فقال محمد: ما أخطأْتُ، ولكنك نسيْتَ الرواية، انتهى.
ففي "شرح صدر الإسلام": أخطأ في ست مسائل، وفي "شرح قاضي خان": أخطأ في ثلاث مسائل.
وقال خَواهَرْ زَادَه في "مبسوطه": لما عرض محمَّد "الجامع الصغير" على أبي يوسف قال أبو يوسف: كل ذلك رويت عني عن أبي حنيفة إلا ثلاث مسائل، منها هذه، فقد غلطت فيها، فإني رويت ذلك عن أبي حنيفة أنّه يقضي ركعتين، فلماذا رويت أنّه يقضي أربعًا؟ قال محمد: رويت كما ذكرْتَ إلا أنك نسيْتَ وحفظْتُ. فقال أبو يوسف: لم أنسَ، فتجادَلا.
ويحتمل أنَّ أبا يوسف ذكر له القياس والاستحسان، فحفظ محمَّد جواب الاستحسان وهو قضاء الأربع دون القياس.
ثم إنَّ محمَّدًا ذكر في رواية المسائل: محمَّد عن يعقوب عن أبي حنيفة باسم أبي يوسف حتى لا يكون وهم التَّسوية في التعظيم بين الشيخين؛ لأنّ الكنية للتعظيم، وكان محمَّد مأمورًا من جهة أبي يوسف بأن يذكره باسمه حيث كان يذكر أبا حنيفة.
فعن هذا قال مشايخنا: ومن الأدب أن لا يدعو بعض الطلبة بعضهم بلفظ مولانا عند أستاذهم؛ احترازًا عن التَّسوية في التعظيم بين الأستاذ والتلميذ، كذا ذكره الأَتْقاني في "شرح الهداية" في باب الأذان.
وفي "الخلاصة" نقلًا عن "شرح الشافي": لا يباح طلب القضاء بحال عند