للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ألا تصنِّف في الزهد؟ فقال: نعم، وقد كان فرغ من تصنيف الأحكام، وخفَّ دماغه وأراد أن يصنِّف في الزُّهد مئة تصنيف، فلم يتفرغ إلا لهذا الكتاب، وأنه كان في الزهد والورع) (١)، وقيل: إنّه طلب من محمَّد أن يفهرس تصانيفه، فبلغ ألف تصنيف لو عاش لأتمَّها، [وأتعب المقتبسين.

وقيل: موته رحمة وحياته رحمة. إلى هنا من "المحيط".

قال الأَتْقاني في "شرح الهداية" أيضًا: قال محمَّد في "موطَّأه": أخبرنا يزيد بن عبد الله بن قُسيط، عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن ثوبان، عن أمِّه، عن عائشة : أنَّ رسول الله أمر أن يُسْتَمتع بجلودِ الميتةِ إذا دُبِغَت (٢).

قال فخر الإسلام البَزْدَوي في أول "شرح الجامع الصغير": كان أبو يوسف يتوقع من محمَّد أن يروي كتابًا عنه، فصنف محمَّد هذا الكتاب، وأسنده عن أبي يوسف عن أبي حنيفة، فلما عرض على أبي يوسف استحسنه، وقال: نعم ما حفظ أبو عبد الله، إلا مسائل أخطأ في روايتها، فلمَّا بلغ ذلك محمدًا، قال: بل حفظتُها ونَسِيَ.

وهي ست مسائل مذكورة في "شرح الجامع الصغير"، منها رجل صلَّى التطوع أربعًا، وقرأ في إحدى الأَوْلَيين وإحدى الأُخْرَيين لا غير، روي محمَّد أنّه يقضي أربعًا. وقال أبو يوسف: إنما رويت له ركعتين. وقال فخر الإسلام: واعتمد مشايخنا رواية محمد.

وقال الشَّيخ الإمام فخر الدِّين قاضي خان في "شرح الجامع الصغير": اختلفوا في تصنيف هذا الكتاب؛ قال بعضهم: من تصنيف أبي يوسف ومحمد، وقال بعضهم:


(١) ساقطة من: ع.
(٢) "الموطأ - رواية محمد بن الحسن" للإمام مالك (ص: ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>