وفي "القاموس": حنيفة -كسفينة-: لقب أُثال بن لُجَيْم، أبي حَيٍّ، منهم خَوْلة بنْتُ جعفرٍ الحنفيَّة، أم محمَّد بن عليّ بن أبي طالب.
ورئيس الكيسانيَّة كيسان، وهو لقب المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عَمْرو الثَّقفي، ومسعود جد المختار عظيم القريتين له وَلَدان: سعد، وأبو عُبيد؛ والد المختار، وكان سعد عامل علي بن أبي طالب ﵁ على المدائن، وأما أبو عبيد فولَّاه عمر بن الخطاب ﵁ جيشًا، فيهم رجال من أصحاب النبيِّ ﷺ، فلقي خرزان الحاجب من الكوفة، وهو على فيل، فضرب أبو عبيد الفيل، فوقع عليه الفيل، فمات أبو عبيد، وله بنت هي صفيَّة، فكانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأما ابنه المختار فمولى عليِّ بن أبي طالب ﵁، قيل: إنَّه تلميذ السيِّد محمَّد بن الحنفيَّة، يعتقد نفسه اعتقادًا فوق حدِّه ودرجته، من إحاطته بالعلوم كلِّها، واقتباسه من السيِّدَين الأسرار بجملتها، من علم التَّأويل والباطن، وعلم الآفاق والأنفس، فكان رأسَ فرقةٍ من الشيعة، وهم الذين شايعوا عليًّا ﵁، وقالوا بإمامته وخلافته، واعتقدوا أنَّ الإمامة لا تخرج من أولاد عليٍّ، وإن خرج فبظلم.
وفرق الشيعة خمسة: الكيسانيَّة، والزيديَّة، والإماميَّة، والغالية، والإسماعيليَّة.
والمختار بن أبي عُبيد رأس الكيسانيَّة، قال بإمامة محمَّد بن الحنفيَّة، وكان يدعو الناس إليه، ويظهر أنّه من رجاله ودعاته، ويذكر علومًا مزخرفة ينوطها به، ولما وقف محمَّد بن الحنفيَّة على ذلك تبرأ منه، وأظهر لأصحابه إنما انمسَّ على الخلق، وذلك ليفشو أمره ويجتمع الناس عليه، وإنما انتظم ما انتظم بأمرين:
أحدهما: انتسابه إلى محمَّد بن الحنفيَّة علمًا ودعوة.