للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اجتهد وأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" (١)، " … وإن اجتهد فأخطأ فهو في النَّار" (٢).

روي عن الحسن أنه سمع الحَّجاج يقول: حق على العاقل إذا صرف من عمره ساعة إلى غير ما خُلق له أن يتأسف على ذلك جميع عمره. فقال : دقَّ هذا الكلام ظهري (٣). فقبل منه مع جلالة قدره؛ لأنَّ الحكمة ضالة المؤمن.

وذكر في "روضة الزَّنْدَوِيْستي" في الباب الثالث والعشرين قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز كتب إلى الحسن البصري: بسم الله الرَّحمن الرحيم، من عبد الله أمير المؤمنين إلى الحسن البصري، سلام عليك، أما بعد: فإني ابتليت بأمر عظيم، وقد شغلني عن كل ما أنا فيه، فإن لم يتداركني الله تعالى برحمته هلكتُ، ولا أدري كيف الخلاص منه، فعِظني بموعظة موجزة لعل الله أن ينفعني بها، وأنا أسأل الله التوفيق لما يحب ويرضي، وأن يجعلنا وإياكم من الفائزين برحمته، والسلام.

قال: فكتب الحسن البصري: بسم الله الرَّحمن الرحيم، من الحسن بن أبي الحسن إلى أبي عبد الله عمر أمير المؤمنين أنْ سلام عليك، أما بعد: فقد فهمْتُ ما كتبت به إليّ، فاعلم يا أمير المؤمنين أنَّ من اتقى الله اتقاه الناس، ومن خاف الله تعالى خاف الناس منه، ومن استحى من الله استحى منه الناس، ومن اجترأ على الله تعالى اجترأ عليه الناس، ومن تعجل الأمن دخل الخوف على نفسه


(١) رواه البخاري (٧٣٥٢)، ومسلم (١٧١٦) من حديث عمرو بن العاص .
(٢) رواه ابن جعد في "مسنده" (٩٨٩)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٢٩٦٣) موقوفًا على علي بن أبي طالب .
(٣) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>