غدًا، ومن تعجل الخوف أدرك الأمن غدًا، والنجاة مع الحذر، والصبر ملاك الأمر وفيه أعظم الأجر.
فاستعن بالله يا أمير المؤمنين على ما أمرك يعينك الله، وتوكل عليه يكفيك، ولا تستعن بغير الله تعالى فيكلك إليه، يا أمير المؤمنين إنّك قد ابتليت بأمر عظيم يتوجه الناس إليك في حوائجهم، وافتح بابك للضعيف والأرامل، وما تحب لنفسك فأحب لهم، وما تكرهه لنفسك فاكره لهم، ولا تفعل بهم.
ولقد حدثني عبد الله بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: "يا عبد الرَّحمن! لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها بغير مسألة أُعِنْتَ عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فلتأت الذي هو (١) خير، وكفّر عن يمينك"(٢).
فاعلم يا أمير المؤمنين! أنّ البرّ لا يبلى، وأن الإثم لا يُنسى، وأن لكل عمل جزاءً؛ إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًا فشر، جعلنا الله تعالى وإياك من العاملين (٣) بكتابه، ووفقنا وإياك بطاعته، ورزقنا وإياك حسن العواقب في الدنيا والآخرة بمنّه ورأفته، إنّه قريب مجيب] (٤).
* * *
(١) ساقطة من: أ. (٢) رواه البخاري (٦٦٢٢)، ومسلم (١٦٥٢). (٣) ض: العالمين. (٤) ع: (ومشاوراته لأصحابه كثيرة مشهورة) بدلا مما بين المضلعين.