وكتب بأمر السُّلطان محمَّد المولى سنان حواش على "شرح الجغمني" لقاضي زاده الرومي، وهي حاشية لطيفة في فن الهيئة، تشتمل على مؤاخذات قوية، طالعتها وانتفعت بها عند قراءة الشرح المزبور على المولى الشهير بضرخاني جلبي بشركة المولى عبد الكريم قصاب زاده.
مات بالقدس الشريف في سنة أربع وثمانين وثمانمئة، ﵀ وجاوز عن سيئاته.
وقد كنت قرأت "مختصر الجغمني" على المولى غرس الدِّين أوَّلًا، والمولى المذكور علي القوشجي أبوه محمَّد، من خدام الأمير أُلُغْ بيك بن الأمير تيمور الأعرج ملك ما وراء النهر.
وكان هو حافظ البازي وهو معنى (القوشجي)، قرأ على علماء سمرقند، وقرأ على المولى الفاضل قاضي زاده الرومي، وقرأ عليه العلوم الرياضية، وقرأها (١) على الأمير أُلغ بيك أيضًا، وكان الأمير أُلغ بيك مائلًا إلى العلوم الرياضية.
ثم إنَّ الأمير أُلغ بيك هيَّأ موضع رصد بسمرقند، وصرف عليه مالًا عظيمًا، وتولَّاه أولًا (٢) غياث الدِّين جمشيد من مهرة هذا العلم، فتوفاه الله في أوائل (٣) الأمر، ثم تولاه المولى قاضي زاده الرومي، فتوفاه الله قبل إتمامه، وأكمله المولى علي القوشجي، فكتبوا ما فضل لهم من الرصد، وهو المشهور بالزيج الجديد لأُلغ بيك، وهو أحسن (٤) الزيجات وأقربها من الصحة.