للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم لما توفي الأمير أُلغ بيك، وتسلطن بعض أولاده، ولم يعرف قدر المولى المذكور، ونفر قلبه، استأذن للحج، ولما (١) جاء إلى تبريز والأمير هناك في ذلك الوقت السُّلطان حسن الطويل أكرم المولى المذكور إكرامًا عظيمًا، وأرسله بطريق الرسالة إلى السُّلطان محمَّد خان ليصالح بينهما، ولما أتى السُّلطان محمَّد خان أكرم إكرامًا عظيمًا فوق ما أكرمه السُّلطان حسن، وسأله أن يسكن في ظل حمايته، فأجاب في ذلك وعهد إليه أن يأتي إليه بعد إتمام أمر (٢) الرسالة، فلما أدى الرسالة أرسل السُّلطان محمَّد خان إليه من خدامه يخدموه في الطريق، فصرفوا إليه في كلِّ مرحلة ألف درهم بأمر السُّلطان محمَّد خان، فأتى مدينة قسطنطينية بالحشمة الوافرة والنعم المتكاثرة.

وحين قدم إليه أهدى إلى السُّلطان محمَّد خان عند ملاقاته رسالة في علم الحساب، وسمَّاها "المحمدية"، وهي رسالة لطيفة لا يوجد أنفع منها في ذلك العلم (٣).

ثم إنّ السُّلطان محمَّد خان لما ذهب إلى محاربة السُّلطان حسن أخذ المولى المذكور معه، وصنَّف في أثناء السفر رسالة لطيفة في علم الهيئة باسم السُّلطان محمَّد خان، سمَّاها "الرسالة الفتحية"؛ لمصادفتها فتح عراق العجم.

ولما رجع السُّلطان محمَّد خان إلى قسطنطينية أعطاه مدرسة آيَا صُوفيَه، وعين له كلَّ يوم مئتي درهم، وعيَّن لكل أولاده وتوابعه منصبًا.

يروى أنّه لما نزل إلى قسطنطينية كان معه من توابعه مئتا نفس، ولما قدم أول قدومه استقبله علماء المدينة، وكان المولى خواجه زاده إذ ذاك قاضيًا بها، فلما ركبوا


(١) ع: ثم.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ع: الوقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>