عبد الله بن الزُّبير، أبو موسى الأشعري، سَعد بن أبي وقاص، سَلمان الفارسيِّ، جابر بن عبد الله، معاذ بن جبَل، أبو بكر الصِّديق، فهؤلاء ثلاث عشرة يمكن أن يُجمَع من فتيا كلِّ واحد منهم جزءٌ صغير جدًّا.
ويضاف إليهم طَلحة بن الزبير، عبد الرَّحمن بن عوف، عِمران بن الحُصين، أبو بَكْرَة، عُبادة بن الصَّامت، معاوية بن أبي سفيان، فهؤلاء سبعة.
والباقون منهم ﵃ مقلُّون في الفتيا جدًّا، لا يُروَى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان، والزِّيادة اليسيرة على ذلك فقط، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير فقط بعد البحث، وهم: أبو الدَّرداء، وأبو عُبيدة بن الجراح، وسَعيد بن زَيد، وأُبَيُّ بن كَعب، والحَسَن والحُسَين ابنا عليٍّ، وأُسامَة بن زَيد، وأبو ذرٍّ، وعتَّاب بن أَسِيْد، إلى عدة في الجواهر مئة وأربعة وعشرين صحابيًّا رضي الله تعالى عنهم، فكلٌّ مِنْ هؤلاء المقلِّين في الفتيا لا شكَّ أنَّه أفتى أهله وجيرانه وقومه] (١).
ووظيفة كتابنا هذا ذكر أعلام الأخيار من فقهاء الأعصار من الصَّحابة، والتَّابعين، والسَّلف الصَّالحين، والأئمة المجتهدين، والفقهاء المتقدمين والمتأخرين، أبقاهم الله وأمثالهم إلى يوم الدِّين، فبذكر (٢) المكثرين والمتوسطين من الصَّحابة في هذا الكتاب -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- يكمل الغرض والفائدة، وتحصل الجدوى والعائدة.
واعلم أنَّ أصحاب رسول الله ﷺ لما كانوا بشرف صحبته سالمين عن الطَّعن، وببركة خدمته خالصين عن شَوْب الشَّيْن، تقلَّدوا القضاء واختاروه (٣)،