وكذا سادات التَّابعين تقَّلدوا لقرب عهدهم إلى النبيِّ ﷺ، وتشرفهم (١) بصحبة الأصحاب ﵃، فأمَّا أئمتنا ومشايخنا وأسلافنا لما شاهدوا الاضطراب في بني العبَّاس، وعاينوا الاختلال في أحوال النَّاس، خافوا من أن لا يُوفَى حق القضاء، فاختلفوا في أمره وترددَّوا؛ فمنهم من دُعي إليه فقبله (٢)، (وأوفى حقَّه)(٣)، ومنهم من ضُرِبَ عليه فلم يقبل حتى قضى نحبه (٤)، ولقي ربه؛ ومنهم من اختفى وهرب، ومنهم من حُبس واضطرَّ فرغب.
والآن بحمد الله المنَّان (٥)، سيق كُمَيْت الكلام، وعنان الأقلام، إلى كَتْب كتيبة أعلام الأخيار من خيار أصحاب النبيِّ المختار عليهم رضوان الله الملك الغفَّار.