ثانيًا: بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن حدَّ الساحر ضربه بالسيف (٢)، إذًا، للسحر حقيقة.
ثالثًا: ما رَوَاه البخاريُّ من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحِرَ، سَحَره لبيد بن الأعصم حتى إنه كان يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء وما فَعَله، حتى نزل عليه الوحي، فأَخْبَره بمَنْ سحرة، وأين موضع السحر، ولذلك زال عنه (٣)، فإذا كان حَصَلَ هذا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكيف لا يحصل مع غيره، إذًا فللسِّحر حقيقة.
= دمه، كان كافرًا بمعتقده لا بسحره، وكَذَلك لو اعتقد إباحة السحر صار كافرًا باعتقاد إباحته لا بفعل، فيقتل حينئذٍ بما انضم إلى السحر لا بالسحر بعد أن تُعْرضَ عليه التوبة فلا يتوب ". (١) يُنظر: " فتح القدير " لابن الهمام (٥/ ٣٥٣) حيث قال: " والساحر إذا ادعى أنه يخلق ما يفعل إن تاب وتبرأ وقال: الله تعالى خالق كل شيءٍ، قبلت توبته، وإن لم يتب يقتل ". (٢) أخرجه الترمذي (١٤٦٠)، وَضعَّفه الأَلْبَانيُّ في " السلسلة الضعيفة " (١٤٤٦). (٣) أخرجَه البخاري (٣٢٦٨)، ومسلم (٢١٨٩)، عَنْ عائشة قالت: سُحِرَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يهودي من يهود بني زريق، يقال له: لبيد بن الأعصم قالت: حتَّى كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى إذا كان ذات =