الصورة الأولى: قال المؤجِّر للمستأجر: أُؤجِّوك هذه الأرض على أن تزرعها - فيُطلق ولا يُقيِّد - أو يقول: تزرعها ما شئت؛ فله أن يزرعَها أيَّ نوعِ من أنواع ما يُزرع، وسواء كان ضررُه على الأرض قليلًا أو متوسطًاَ أو كثيرًا؛ لأنَّ العقد مُطلق.
الصورة الثانية - وهي التي ذكرها المؤلِّف -رحمه الله -: إذا قال المؤجِّرُ
(١) هذا مذهب الحنفية، ينظر: "الدر المختار" للحصكفي (ص ٥٨٩)، حيث قال: " (للمستأجر أن يؤجر المؤجر) بعد قبضه قيل وقبله (من غير مؤجره، وأما من مؤجره فلا) يجوز". (٢) يُنظر: "منح الجليل" لعليش (٨/ ٣٥)، حيث قال: "وإن استأجرها ليزرعها شعيرًا وأراد أن يزرعها حنطة، فلا يمنع إذا لم يضر". (٣) الظاهرية لا يجيزون كراء الأرض إلا مشاعًا. يُنظر: "المحلى" لابن حزم (٧/ ٤٣)، حيث قال: "لا يجوز كراء الأرض بشيء أصلًا". واعتبروا شرط الشيء الذي يزرع في العقد شرطا فاسدًا. ويُنظر: "المحلى" لابن حزم (٧/ ٦١)، حيث قال: "فإن اتفقا تطوعًا على شيء يزرع في الأرض فحسن، وإن لم يذكرا شيئًا فحسن … إلا أنه إن شرط شيء من ذلك في العقد، فهو شرط فاسد وعقد فاسد؛ … إلا أن يشترط صاحب الأرض أن لا يزرع فيها ما يضر بأرضه".