ويكفي في تحريمها أنها تنسب إلى الجاهلية، فالجاهلية نسبة إلى الجهل، وهي مشتقة منه؛ وذلك لأن فيها جهالةً؛ فهم يعيشون في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، كما قال أحدهم، فأَبْدَلهم الله - سبحانه وتعالى - بهذه الجهالة الدينَ الحنيفَ، فانظر إلى أولئك الأقوام الذين كانوا في الجاهلية الجهلاء، ثمَّ هُمُ الآن في نورٍ وبصيرةٍ يخدمون الإسلام (٢).
الحديث - كما هو معلوم - أشرنا إليه سابقًا، وقد أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"(٤)، كما أخرجه أيضًا أصحاب السُّنن (٥)، وأحمد وغيرهم (٦)، والحديث:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا".
(١) نعم، الموجود في كتب الغريب هو ما ذكرته، فالمضامين: ما في أصلاب الفحول، وهي جمع مضمون، يقال: ضمن الشيء، بمعنى تضمنه. والملاقيح جمع ملقوح، وهو ما في بطن الناقة. انظر: "النهاية" (٣/ ١٠٢). (٢) يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (١١/ ١٣٠). (٣) تقدم تخريجه. (٤) أخرجه البخاري (١٤٨٦)، ومسلم (١٥٣٤/ ٤٩) عن ابن عمر. (٥) أخرجه أبو داود (٣٣٦٧)، والترمذي (١٢٢٦) نحوه، والنسائي (٧/ ٤٨) رقم (٣٩٢١)، وابن ماجه (٢٢١٤). (٦) أخرجه أحمد (٤٥٢٥)، والطيالسي في "المسند" (٣/ ٣٦٩)، وعبد الرزاق في "المصنف" (٨/ ٦٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٤/ ٤٣١)، وغيرهم.