معلوم أن الوجه هو مجمع محاسن الجمال في المرأة، ففيه العينان وفيه الأنف وفيه الفم، وفيه حاسة السمع، فالحواس مجتمحة في الوجه، وهو موضع الجمال، فالوجه أشرف ما في بدن الإنسان؛ ولذلك يسجد لله وحده؛ لأنه هو المستحق للتعظيم، يضع أعظم شيء في بدنه على الأرض، استسلامًا وانقيادًا وإنابة، وخضوعًا لله سبحانه وتعالى؛ هذه هي غاية الطاعة لله سبحانه وتعالى.
(١) نقله الطحاوي عن جماعة ولم يعينهم. يُنظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٨٢)؛ حيث قال: "ونقل عن الطحاوي عن قوم أنه لا يجوز النظر إلى المخطوبة قبل العقد بحال لأنها حينئذ أجنبية". ونسب ابن عبد البر في "الكافي "إلى مالك رواية عنه صرح بحرمة النظر: فقال: "ومن أراد نكاح امرأة فليس له عند مالك أن ينظر إليها، ولا يتأمل محاسنها، وقد روي عنه أنه ينظر إليها وعليها ثيابها". انظر: "الكافي في فقه أهل المدينة" لابن عبد البر (٢/ ٥١٩). (٢) يُنظر: "الاختيار لتعليل المختار" لابن مودود الموصلي (٤/ ١٥٦)؛ حيث قال: " (ولا ينظر إلى الحرة الأجنبية إلا إلى الوجه والكفين إن لم يخف الشهوة)؛ وعن أبي حنيفة أنه زاد القدم، لأن في ذلك ضرورة للأخذ والإعطاء ومعرفة وجهها عند المعاملة مع الأجانب لإقامة معاشها ومعادها لعدم من يقوم بأسباب معاشها".