هناك عدة أحاديث في هذا الباب، وكل فريقٍ من الفريقين يَستَدِلُّ بما يراه هو الأَوْلَى والأقوى منها.
فمراد المؤلِّفِ من قوله:(الآثار) هي الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن عادته أنه يُطلِقُ الأثرَ ويريد به الحديثَ، ومن المعروف عند علماء الحديث والمصطَلَحِ أن الحديثَ هو ما كان مرفوعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الأثرَ ما كان موقوفًا على الصحابيِّ، ولكن إطلاق لفظ الأثر على الحديث النبويِّ يجوز؛ لأنه أُثِرَ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورُوِيَ عنه (٢).
هذا الحديث أخرجه البخاريُّ في الصحيح، وأصحاب السُّنَن (٣)،
(١) سبق ذكر الإجماع. (٢) يُنظر: "التقريب والتيسير"، للنووي (ص ٣٣)؛ حيث قال: "الموقوف، وهو المروي عن الصحابة قولًا لهم أو فعلًا أو نحوه متصلًا كان أو منقطعًا، ويستعمل في غيرهم مقيدًا، فيقال: وقفه فلان على الزهري ونحوه، وعند فقهاء خراسان تسمية الموقوف بالأثر، والمرفوع بالخبر، وعند المحدثين كله يُسمَّى أثرًا". (٣) أخرجه أبو داود (٣٢٨٩)، والترمذي (١٥٢٦)، والنسائي (٣٨٠٧)، وابن ماجه (٢١٢٥).