وقد ورد في ذلك حديث؛ قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سُنُّوا بِهِمْ: سُنَّةَ أَهْل الكِتَابِ"(١).
وقد فعل بهم ذلك: أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -.
قوله: (لِقَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ") (٢).
"السُّنة": هي الطريقة المتبعة. يعني: اسلكوا بهم مسلك أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، وألحقوهم بهم، وخذوا منهم الجزية كذلك، وكل مَن هو على شاكلة أهل الكتاب: يأخذ حكمهم أيضًا، كالمجوس.
(١) سيأتي تخريجه. (٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٢٧٨) (٤٢)، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال: "ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟ " فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سنُّوا بهم سنَّة أهل الكتاب"، وضعفه الألباني في "الإرواء" (١٢٤٨). وأصله في البخاري (٣١٥٧)، بلفظ: "حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر". (٣) يُنظر: "عيون المسائل" للقاضي عبد الوهاب (ص ٢٥٠)، حيث قال: "وتؤخذ الجزية من كلّ مشرك عربيًّا كان أو أعجميًّا، [من] أهل الكتاب وغيرهم، إِلَّا المرتدين".