قوله تعالى:{وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ}[التوبة: ٢٩]، المراد به: هو دين الإسلام.
ودليل ذلك: قوله الله سُبْحانه وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩]. فهذا هو الدين الحق، وأما غيره من الأديان: فكلها أديان باطلة.
وأما الشرائع التي سبقت الشريعة الإسلامية المحمدية: فكلها منسوخة، وانتهى العمل بها، فكل من لا يؤمن بالله عزَّ وجلَّ ولا برسوله - صلى الله عليه وسلم -: فليس بمؤمن (١).
(١) قال تعالى في حق من لم يؤمن: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (١٣)}. وينظر: "الشفا" للقاضي عياض (٢/ ٢) حيث قال: "فالإيمان بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - واجب متعين لا يتم إيمان إلا به ولا يصح إسلام إلا معه". وقال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوي" (١٩/ ٩): "يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عزَّ وجلَّ أرسل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الثقلين: الإنس والجن وأوجب عليهم=