وعندما نقف في عَرَفات، ونرى الجمع الغفير، ينبغي أن نتذكر المحشر، لنتذكر أننا غدًا سنُعْرض بين يدي اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِ نْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)} [الحاقة: ١٨]، وأنَّ الناس يُعْرضون في ذلك اليوم حفاةً
(١) يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ٤٩٨)، حيث قال: " (ثمَّ يأتي موقف عرفة ويغتسل له)؛ أي: للوقوف استحبابًا؛ لفعل ابن مسعود، ويُرْوى عن عليٍّ، وتقدَّم، (وكلها)، أي: عرفة (موقف إلا بطن عرنة، فإنه لا يُجْزئه الوقوف به)؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقف بعرنة، ولقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل عرفة موقف، وارفعوا عن بطن عرنة"، رواه ابن ماجه". (٢) ولمذهب الحنفية، يُنظر: "حاشية ابن عابدين" (٢/ ٥٠٨)، حيث قال: " (قوله: أو ببطن عرنة)؛ أي: الذي قرب عرفات كما مرَّ (قوله: لم يجز)؛ أي: لم يصح الأوَّل عن وقوف مزدلفة الواجب، ولا الثاني عن وقوف عرفات الركن (قوله: على المشهور)؛ أي: خلافًا لما في "البدائع" من جَوَازه فيهما". ويُنظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٤/ ٢٧٥). (٣) تقدَّم.