لَكن الذُّباب قد بَيَّن الرسول - عليه الصلاة والسلام - العلة فيه، فقال:"في أحَد جَنَاحيه: داء، وفي الآخر: دواء"(١)، وقرأت في إحدى الصحف - ونحن طلبة - أن جرحى كثيرين في الحرب العالمية بقوا أحياء لوقوع الذباب عليهم، فقالوا: هذا تفسيرٌ لما جاء في الحديث: "فإن في أحَد جَناحيه: داء، وفي الآخر: دواء"(٢).
والرسول - عليه الصلاة والسلام - أمَر أن يغمس الذباب، ونحن نجد أنه قد يقَع على بعض الأوساخ، بل يقَع على العذرة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أحرص الناس على النظافة، وعلَى مَا يهم المسلم، وما يهم بدنه، وبيَّن أنَّ لنفسك عليك حقًّا، وقال:"حسب ابن آدم لقيمات يُقِمْنَ صلبه"، وقال:"ما ملأَ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنِهِ"، ومع ذَلكَ قَالَ:"فإنَّ في أحد جناحيه: داءً، وفي الآخر: دواء"، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - هنا في الكلب لم يبين العلة إلا أنه عُرِفَ بعد ذلك أن العلةَ في لعابه.
قوله:(وَأَمَّا مَا قِيلَ فِي المَذْهَبِ)، هو لا يقصد مذهب المالكية.
قوله:(عَنِ اتِّخَاذِهِ).
(١) أخرجه البخاري (٥٧٨٢)، عن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا وقَع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه: شفاءً، وفي الآخر: داء". (٢) تقدم تخريجه.