لأنه جاء في حديث جابر (١) الشهير الطَّويل؛ أطول حديث جاء في صفة حَجِّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد أورده مسلم بكماله، وهو حديث يشتمل على كثير من الأحكام والحِكَم والأسرار والفضائل، وفي هذا الحديث في رواية مِن روايات مسلم: أنه قال: "سمعتُه، فذكر: "ومهل أهل المدينة: ذو الحليفة"، فرفع إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي رواية من رواياته شَكَّ فقال: "من الجحفة"، يعني: أهل المدينة لو ذهبوا مع الطريق الآخر أحرموا مع الجحفة، وأهل العراق من ذات عرق، إذًا: "سمعتُه"، يَعني: هل رفع إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ إذًا هناك شك في رواية جابر هذه؛ هل رفع إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أم لا؟ لأنه سمعه مِن غيره.
= ذات عرق؛ لأنه أحوط، ولما روى ابن عباس "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقت لأهل المشرق العقيق". ومذهب الحنابلة، يُنظر: "مطالب أولي النهى" للرحيباني (٢/ ٢٩٦)، حيث قال: " (و) ميقات أهل (المشرق وخراسان والعراق: ذات عِرق): منزل معروف؛ سُمِّي بذلك لِعرق فيه؛ أي: جبل صغير، أو: أرض سبخة تنبت الطرفاء، وهو (قرية خربة قديمة، وعرق: جبل مشرف على العقيق). (١) يعني: حديث جابر في صِفة حَجِّة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي أخرجه مسلم (١٢١٨)، قَالَ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ. . . "، الحديث. (٢) العَقِيق: العرب تقول لكل مسيل ماء شَقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه: عقيق، وفي بلاد العرب أربعة أعقة، وهي أودية عادية شَقَّتها السيول. انظر: "معجم البلدان" للحموي (٤/ ١٣٨).