هذا يتعلق بزكاة المال، وهذه المسألة مرَّت في أوائل كتاب الزكاة، وتكلمنا عنها تفصيلًا، ويُقصد بالمعادن: جمع معدن، وسُمي معدنًا لأنه يستقر؛ ولذلك سميت الجنة بجنة عدن لأنها جنة خلودٍ وبقاءٍ واسحقرار، كما قال اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)} [الرعد: ٢٣، ٢٤].
ولا شك أنها غاية كل مؤمن وأن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعدها للذين اتقوا في هذه الحياة الدنيا بعمل الصالحات قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} [القمر: ٥٤ - ٥٥]، نسأل اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يجعلنا من أولئك.
وزكاة المعادن كما يعرفها الفقهاء (٢) هي: ما يُخرج من الأرض مما يُخلق فيها من غير جنسها مما له قيمة.
(١) معدن الذهب والفضة: "سمي معدنًا لإنبات اللَّه جل وعز فيه جوهرهما وإثباته إياه في الأرض حتى عدن؛ أي: ثبت فيها. المعدن: هو المكان الذي يثبت فيه الناس ولا يتحولون عنه شتاء ولا صيفًا". انظر: "تهذيب اللغة"، للأزهري (٢/ ١٢٩). (٢) زكاة المعادن: "هو زكاة الجوهر المستخرج من مكان خلقه اللَّه تعالى فيه ويُسمَّى به مكانُه أيضًا لإقامة ما خلقه اللَّه فيه تقول: عدن بالمكان يعدن إذ أقام فيه". انظر: "أسنى المطالب"، لزكريا الأنصاري (١/ ٣٨٥).