ويُصلَّى على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كالصلاة في التشهد، ثم يُكبِّر التكلبيرة الثالثة، ويدعو لنفسه ولوالديه وللمسلمين وللميت، ثم بعد ذلك يُكبِّر التكبيرة الرابعة (١).
هل يسكت بعد الرابعة -كما هو قول بعض العلماء- هُنية ثم يُسلم، أو يذكر شيئًا من الدعاء؛ بَعْضهم يرى أنه يدعو فيقول:"ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار"(٢)، وبعضهم يقول:"اللَّهمَّ لا تحرمنا أَجْرَهم، ولا تَفتنَّا بعدهم"(٣)، وبعضهم يرى أنه يُكبِّر، ثم يسكت قليلًا، ثم يُسلِّم ولا يذكر شيئًا (٤).
وفقهاء الأمصار هم الأئمة الأربعة، لكن لو زاد خامسةً، فإنَّ الصلاةَ صحيحةٌ.
(١) سيأتي مفصلًا. (٢) ذكره الحنفية، يُنظر: "تبيين الحقائق" للزيلعي (١/ ٢٤١). حيث قال: "ولم يذكر المصنف بعد الرابعة سوى التسليمتين، وهو ظاهر المذهب وروي عن بعضهم أنه يقول بعد الرابعة قبل التسليم {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١)} [البقرة: ٢٠١] ". (٣) ذكره الشافعية، يُنظر: "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (٢/ ٢٥). حيث قال: " (ويقول) ندبًا (في) التكبيرة (الرابعة)؛ أي: بعدها (اللهم لا تحرمنا). . (أجره)؛ أي: أجر الصلاة عليه، أو أجر المصيبة به فإن المسلمين في المصيبة كالشيء الواحد (ولا تفتنا بعده)؛ أي: بالابتلاء بالمعاصي". (٤) وهو مذهب، الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ١١٥). حيث قال: " (ويقف بعد) التكبيرة (الرابعة قليلًا). . . (ولا يدعو) ". (٥) يُنظر: "المصنف" لابن أبي شيبة (٢/ ٤٩٣ - ٤٩٧).