يعني: كما في حديث عبد اللَّه بن عباس: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج مُتبذلًا، يعني: من غير زينة، متواضعًا، متخشعًا، متضرعًا للَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يخطب كخطبتكم هذه، لكنه لم يزل يدعو اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ويكبر ويتضرع إلى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ويصلي ركعتين كما يصلي في العيدين (١).
ومثل ذلك: حديث أبي هريرة (٢) وأنس (٣) وعائشة (٤)، فالأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا، سيسوق المؤلف بعضًا منها.
(١) سبق تخريجه. (٢) أخرجه أحمد في "المسند" (٨٨٣٠) وغيره، عن أبي هريرة، قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرفع يديه في الدعاء حتى أرى بياض إبطيه"، قال أبي: "وهو أبو المعتمر، لا أظنه إِلَّا في الاستسقاء"، وقال الأرناؤوط: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين". (٣) أخرجه أبو داود (١١٧١) وغيره، عن أنس: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يستسقي هكذا -يعني- ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأيت بياض إبطيه"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (١٠٦٢). (٤) سيأتي. (٥) أخرجه البخاري (١٠٠٥)، ولفظه: عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: "خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يستسقي وحَوَّل رداءه"، وأخرجه مسلم (٤/ ٨٩٤)، ولفظه: عن عباد بن تميم المازني: "أنه سمع عمه -وكان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: خرج =