وهذا دليلٌ للحنفية، بمعنى: صَلَّى ركعتين كالصلاة المعروفة؛ من حيث إنه كَبَّر قائمًا، وقرأ، ثم ركع، ورفع من الركوع، ثم سجد، ورفع من السجود، ثم سجد، ورفع، وفعل مثله في الثانية، ثم تَشَهَّد.
ابن عبد البر، هو يوسف بن عبد البر الذي يُكثر المؤلف من النقل عنه؛ فهو عمدتُه في النقل بالنسبة للمذاهب، وهو صاحب الكتابين المشهورين "التَّمهيد" و"الاستذكار".
* قوله:(وَيَسْأَلُ اللَّهَ)، ففي مثل هذا الموقف على الإنسان أن يُكثر من التحميد، ومن التضرع إلى المولى، ومِن الدعاء، ومن التقرب إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالأعمال الصالحة من الطاعات، وأن يُكثر من الصدقات، ومن العتق، وأن يتجه إلى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بقلبٍ سليم وبنية صادقة، فاللَّه
(١) يُنْظَر: "التمهيد" لابن عبد البر (٣/ ٣١٤)، حيث قال: "وقد روي عن أحمد بن حنبل، وقاله جماعة مش أصحاب الشافعي: إنَّ الآثار المروية عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الكسوف كلها حِسان، وبأيِّها عَمل الناس جاز عنهم، إلا أن الاختيار عندهم ما في حديث ابن عباس هذا وما كان مثله". (٢) أخرجه أبو داود (١١٩٣)، وقال الألباني في "ضعيف أبي داود" (٢١٩): "هذا إسناد منقطع؛ قال البيهقي: "أبو قلابة لم يَسمعه من النعمان"، بينهما رجل. وذِكر السؤال عن الشمس فيه. . . منكر. وذكر بعضهم التسليم قبل السؤال".