وَالمؤلِّف هاهنا يُجْهِدُ نَفْسه بلا طَائِلٍ في محاولةٍ منه لإيجاد موازنةٍ بين القولين، ولكنَّا لا نرى للموازنة وجهًا في المسألة، وإنما الأمر كما قال الشاعر:
فنحن نُفَرِّقُ بين القراءتين والحُكم، أما القراءتان فكلاهما قراءةٌ صحيحةٌ مشهورةٌ، وَكِلَاهُمَا قراءةٌ سبعيَّةٌ قرَأ بها عَددٌ، ليسَ في هاتين القراءتين فَحَسب، بَلْ هناك قراءةٌ ثالثةٌ بالرَّفع (٢)، هي:{وَأَرْجُلَكُمْ}، وهذه يُقَدِّرُهَا العلماء بـ:"وأَرْجُلُكم مَغْسولةٌ"(٣)، فلا خلافَ في صحة هذه القراءات، أما الحُكْم فإنَّما ينبني على تقدير هذه القراءات، وقد فَصَّلْنَا الكلَام في هذا.
(١) البيت للكميت بن زيد، يُنظر: "الدر الفريد" للمستعصمي (٤/ ١٥٧). (٢) يُنظر: "المحتسب" لابن جني (١/ ٢٠٨)، حيث قال: " (ومن ذلك ما رواه عمرو عن الحسن: {وَأَرْجُلَكُمْ} بالرَّفع". وانظر: "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري (١/ ٤٢٢). (٣) يُنظر: "المحتسب" لابن جني (١/ ٢٠٨) "حيث قال: "ينبغي أن يكون رفعُهُ بالابتداء، والخبر محذوف دل عليه ما تقدمه من قوله سبحانه: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}، أي: وأرجلُكم واجبٌ غسلُها، أو مفروض غسلُها، أو مغسولة كغيرها، ونحو ذلك". وانظر: "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري (١/ ٤٢٢).