هذا الحديث وردت فيه ثلاث روايات:"ولا تَعُدْ"، "ولا تَعْدُ"، "ولا تُعِدْ".
فلا تُعِدْ: يعني: لا تُعِد الصلاة، لأنَّها صحيحة، وهذا هو الواقع.
ولا تَعْدُ: أي: لا تُسرع (٢).
ولا تَعُدْ: يعني: لا تَعُد لمثل ذلك (٣). وهذه أشهر الروايات، وهي
= مسرعًا. (ويؤيده): رواية ابن السكن في (صحاحه المأثورة) عن أبي بكرة، قال: أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف، فلما قضى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة، قال: "من السَّاعي آنفًا؟ ". قال أبو بكرة: أنا. فقال: "زادك اللَّه حرصًا ولا تَعُدْ"". انظر: "البدر المنير" (١٤/ ١٩٢، ١٩٣). (١) هذه الرواية أخرجها ابن السكن، كما سبق من نقل ابن الملقن ذلك عنه، وأخرج أحمد نحوها، كما سبق. وقد ذكر الشيخ الألباني هاتين الروايتين، وحكم بصحتهما، فقال: "وقد تبين لنا بعد التتبع أنها تتضمن. . . إسراعه في المشي، كما في رواية لأحمد من طريق أُخرى عن أبي بكرة: أنه جاء والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- راكع، فسمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صوتَ نَعل أبي بكرة، وهو يحضر (أي: يعدو) يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "مَن الساعي؟ ". قال أبو بكرة: أناء قال: فذكره. وإسناده حسن في المتابعات، وقد رواه ابن السكن في "صحيحه" بنحوه، وفيه قوله: "انطلقت أسعى. . . "، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَن السَّاعي؟ "". انظر: "السلسلة الصحيحة" للألباني (٢٣٠). (٢) العَدْوُ: السرعة. انظر: "المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (ص: ٣٠٦). (٣) وقد ذكر العمراني لهذه اللفظة ثلاثة تأويلات، فقال: "وأما قوله: "ولا تَعُدْ": فيحتمل ثلاثة تأويلات: أحدها: لا تَعُدْ إلى العَدْو الشديد؛ لأنه جاء يلهث، وهذا كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة". والثاني: أنه أراد: لا تَعُد أن تتأخر عن الصلاة، حتى تفوتك الركعة. =