حقيقة: لم يقل بهذا القول أحد من الأئمة؛ أي: بوجوب أن يتعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال (٣). ولا شك أنه وردت أحاديث -بعضها في الصحيحين-
(١) أخرجه النسائي (١٣١٠)، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا تشهد أحدكم فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال، ثم يدعو لنفسه بما بدا له". وصححه الألباني. (٢) أخرجه مسلم (٥٨٨/ ١٣٠)، عن أبي هريرة. (٣) انظر في مذهب الأحناف: "البناية شرح الهداية"، للعيني (٢/ ٢٧١)، وفيه قال: "قوله: (وإن كان في آخر الصلاة) إلى آخره؛ لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"". وانظر في مذهب المالكية: "القوانين الفقهية"، لابن جزي (ص ٤٧)، وفيه قال: "والدعاء بعدها مستحب، وأوجب الظاهرية أن يستعيذ من أربع". وانظر: "الشرح الكبير"، للشيخ الدردير (١/ ٢٥١). وانظر في مذهب الشافعية: "فتح الوهاب"، لزكريا الأنصاري (١/ ٥٤)، حيث قال في سنية الدعاء: " (ومأثوره)، أي: منقوله عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (أفضل) من غيره، (ومنه: "اللهم اغفر لي ما قدمت. . . " إلخ ". . . اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) ". وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٢٠٢، ٢٠٣)، وفيه قال: " (ثم يقول ندبًا: أعوذ باللَّه من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات)؛ أي: الحياة والموت (ومن فتنة المسيح الدجال) ".