الغنم (١)، ولا تصلُّوا في أعطان (٢) الإبل" (٣)، وفي بعض الروايات: "لأنَّهَا خُلقَت من الشيطان" (٤).
وفي "صحيح مسلم" من حديث جابر بن سمرة: "أن رجلًا سأل رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: أنُصلِّي في مَرَابض الغنم؟ قال:"نعم". قال: أنصلي في معاطن الإبل؟ قال:"لا"(٥).
أَمْ هي الأماكن التي إذا ذهبت عادة وأراحت فيها، ثم ارتدت مرةً أُخرى؟
فالعُلَماء يَخْتلفون في تفسيرها (٦)، ومهما يَكُنْ من أمرٍ؛ فبَعْضهم يذكر
(١) "مَرْبضُ الغنم": مأواها الذي تَأُوي إليه، وجمعه: مرابض. انظرت "تفسير غريب ما في الصحيحين"، للحميدي (ص ٢٥٦). (٢) "الأعطانُ": جمع عَطَن، وهو ماء حول الحوض والبئر من مبارك الإبل ومناخ القوم. انظر: "العين"، للخليل (٢/ ١٤). (٣) أخرجه الترمذي (٣٤٨)، وغيره، عن أبي هريرة، وصححه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (١٧٦). (٤) أخرج ابن ماجه (٧٦٩)، عَنْ عبد الله بن مغفل المزني؛ قال: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "صلُّوا في مرابض الغنم، ولا تصلُّوا في أعطان الإبل، فإنها خُلقَت من الشياطين"، وَصَحَّحه الأَلْبَانيُّ. (٥) أخرجه مسلم (٣٦٠/ ٩٧)، عن جابر بن سمرة، أن رجلًا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: "إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا توضأ"، قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: "نعم، فتوضأ من لحوم الإبل"، قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: "نعم"، قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: "لا". (٦) أي: اختلفوا، هَلْ هي المَواضعُ التي تأوي إليها وتبيت فيها أَمْ هي الأماكن التي تتردد عليها لشرب الماء. انظر في مذهب الأحناف: "حاشية ابن عابدين (رد المحتار) " (١/ ٣٨٠)، وفيه قال: "ومعاطن الإبل: وطنها، ثم غلب على مَبْركها حول الماء. والأَوْلَى الإطلاق كما هو ظاهر الحديث". وانظر في مذهب المالكية: "مواهب الجليل"، للحطاب (١/ ٤٢٠)، وفيه قال: "ص (وبمعطن إبل). ش قال ابن الحاجب: وهو مجتمع صدرها من المنهل. قال في "التوضيح": أي موضع اجتماعها عند صَدْرها من الماء، فيُفْهم منه أن موضعَ مبيتها ليس بمعطنٍ، ولا تُكْرَه الصلاة فيه".