وكذلك أحمد (٣)؛ فيرى الإمامان الشافعي وأحمد أن أداء صلاة الظهر في أول وقتها أفضل إلا في شدَّة الحرِّ؛ فيستحب تأخيرها حتى يلطف الجو؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:"أَبْردُوا بِالظُّهْرِ؛ فَاِنَّ شِدَّة الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"(٤)، وقَالَ:"أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ"(٥)، وقَالَ:"أَبْرِدُوا عَنِ الحَرِّ فِي الصَّلَاةِ"(٦)، وعن أبي برزة الأسلمي؛ قال:"كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي الهَجِيرَةَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ"(٧).
(١) يُنظر: "نهاية المحتاج" للرملي (١/ ٣٧٦ - ٣٧٧) قال: "ويسن الإبراد بالظهر، أي: تأخيره عن أول وقته في شدة الحر إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه طالب الجماعة … والمعنى فيه أن في التعجيل في شدة الحر مشقة تسلب الخشوع أو كماله فسن له التأخير". (٢) يُنظر: "البيان والتحصيل" لابن رشد الجد (١٨/ ١٦٩ - ١٧٠) قال: "في الإبراد في الحر بالصلاة قال مالك: قال عمر بن الخطاب لأبي محذورة: إنك بأرض حارة فأبرد فكأني عندك … وقد اختلف العلماء في هذا المعنى، فقال أبو الفرج: اختار مالك رحمه اللهُ لجميع الصلوات أول أوقاتها إلا الظهر في شدة الحر … فقال: إن هذا هو مذهب مالك، ولم يفرق بين الجماعة والفذ على ظاهر الحديث". (٣) يُنظر: "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ١٤١) قال: "والأفضل: تعجيلها، أي: الظهر … إلا مع حر مطلقًا سواء كان البلد حارًّا أو لا، صلى في جماعة أو منفردًا في المسجد أو في بيته … لعموم حديث: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم"" متفق عليه، وفيحها: غليانها وانتشار لهبها ووهجها. فتؤخر مع حر حتى ينكسر الحر". (٤) أخرجه البخاري (٥٣٨)، وغيره عن أبي سعيد. (٥) أخرجه البخاري (٥٣٦)، ومسلم (٦١٥/ ١٨٠) عن أبي هريرة. (٦) أخرجه مسلم (١٨٣/ ٦١٥) وغيره عن أبي هريرة. (٧) أخرجه البخاري (٥٤٧) وغيره.