للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسواد، وذلك في أيام كسرى سابور ذي الأكتاف وهو من بغاة الأكاسرة وأشدهم عداوة للعرب، فجمع جيشا كبيرا وزحف به إلى بلاد الجزيرة حتى بلغ «الحضر» وهو بناء بناه الضيزن، أو مدينة له فيها حصن، فلجأ الضيزن إلى الحصن، وأقام سابور مدة لا يرشد إلى فتحه وزعموا أنه كان للضيزن بنت تدعى «النضيرة» رأت سابور فأحبته وراسلته، ثم مهدت له سبيل دخول الحصن، فدخله، وقتل الضيزن، وانتهبه وأمر بهدمه، ولعله هو «أخو الحضر» الذي أراده صاحب القصيدة المشهورة وهو عدي بن زيد بقوله:

[أين] كسرى كسرى الملوك أنوشر … وان أم أين قبله سابور

وبنو الأصفر الكرام ملوك الـ … ـروم لم يبق منهم مذكور

وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـ … ـلة تجبي إليه والخابور

شاده مرمرا وجلله كلـ … ـسا فللطير في ذراه وكور

لم يهبه ريب المنون فباد … الملك عنه فبابه مهجور

النعمان السائح

مات في نحو سنة ٢٢٠ ق. هـ

النعمان بن امرئ القيس بن عمرو اللخمي الأعور السائح: أحد ملوك الحيرة من قبل ملوك الفرس، وكان شجاعا كثير الغارات رفيع الذكر، غزا الشام مرارا بتحريض الفرس، كما سبقت في الترجمة السالفة الإشارة إليه، فغنم وربح وظفر واتخذ كتيبتين حازهما عن جنده، إحداهما كانت مؤلفة من رجال الفرس، وسماها الشهباء. والثانية من تنوخ وسماها دوسر، وبهذه يضرب المثل في البطش والفتك؛ فيقال: أفتك من دوسر.

واجتمعت له في حروبه أموال كثيرة، وكان موصوفا بالعقل والدهاء منعوتا

<<  <   >  >>