فلولا الريح أسمع أهل حجر … صليل البيض تقرع بالذكور
والزير لقب كان يدعوه به كليب؛ لأن مهلهلا كان في صباه يكثر من معاشرة النساء فسماه أخوه «زير النساء» فلما قتل هجر مهلهل ذاك النعيم، وعكف على السلاح والكفاح .. والبيت الأخير يقال: إنه أول كذب ورد في شعر العرب لأن بين الذنائب وحجر سبع ليال، وله في كليب مراث كثيرة يأتي بعضها في ترجمته إن شاء الله.
ذو نواس الحميري
ولد سنة ١٧٥ ومات سنة ١٠٩ ق. هـ
أشرت في بعض ما تقدم إلى ملوك الحميريين ومآثرهم في القطر اليماني، وصاحب هذه الكلمة هو: ذرعة بن كعب الحميري، أحد ملوكهم والأعزة فيهم، ولقبه ذو نواس؛ لأنه كان له ضفيرتان تنوسان (أي تضطربان) على عاتقه.
وهو صاحب الأخدود المذكور في القرآن الكريم، وكان من حديثه أنه بلغه أن رجلا من الدعاة إلى النصرانية والمبشرين بها بعثته آل جفنة ملوك غسان إلى أهل نجران فتنصروا وكان دينه اليهودية فغاظه ذلك وسار إليهم بنفسه فأمر بأخاديد حفرت وملأها جمرا وجمع من في المدينة فجعل يعرضهم على النار من تبعه نجا، ومن أبى هوى حتى قتل منهم جمعا كثيرا.
وأفلت رجل منهم اسمه «دوس ذو ثعلبان» فركب البحر وفر إلى النجاشي ملك الحبشة، وكان على النصرانية فحدثه بما حدث، فكتب النجاشي إلى قيصر يعلمه ذلك ويستأذنه في التوجه إلى اليمن فأتاه الجواب بالإيجاب فجهز جيشا عدته سبعون ألف مقاتل وزحف يريد صنعاء فاستقبله ذو نواس بجيشه على