عندك يأتونك برأسه، فقال: يا بني عندي خير من ذلك علي بدواة وقرطاس، وكتب:«وقفت على كتابك يا ابن حواري رسول الله ﷺ وساءني والله ما ساءك، والدنيا هيئة عندي في جنب رضاك، وقد كتبت على نفسي برقما بالأرض والعبيد، وأشهدت علي فيه ولتضف الأرض إلى أرضك والعبيد إلى عبيدك والسلام»، فلما وقف عبد الله على كتاب معاوية كتب إليه:«وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه فلا عدم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام»، فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله رماه إلى ابنه يزيد فلما قرأه أشرق وجهه، فقال:«يا بني إذا رميت بهذا الداء داوه بهذا الدواء».
ويذكر في الاتفاقات الغريبة أن أول ملوك بني أمية اسمه معاوية وآخرهم معاوية، وأول ملوك الدولة الأيوبية صلاح الدين يوسف وآخرهم صلاح الدين يوسف، وأول ملوك بني العاص مروان وآخرهم مروان وأول ملوك الفاطميين عبد الله وآخرهم عبد الله.
يزيد بن معاوية
ولد سنة ٢٥ وتوفي سنة ٦٤ هـ
ما ينس المسلمون لا ترهم ناسين فاجعتهم الكبرى بابن بنت نبيهم وفادحتهم العظمى بأحب الناس إليهم تلك الجريمة المؤلمة التي اقترفها صاحب هذه الترجمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثاني ملوك بني أمية: عهد معاوية إلى يزيد بالخلافة فلما مات تولاها وانضم إليه من أخلصوا في حب أبيه وفاء له وتنفيذا لعهده، وكان يزيد فتى لهو وقصف، ولكنه عارف بالأدب روي له من الشعر رقيقه، ولم تصف له الخلافة، بل كثرت في عهده الثورات وامتنع كثير من الناس عن مبايعته والرضى بخلافته، فقامت الفتنة في العراق ودعا أهل الكوفة الحسين ليبايعوه؛ فلما ارتحل إليهم اعترضه بكربلاء عمرو بن سعد ابن أبي وقاص قادما