للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد الجواد

ولد سنة ١٩٥ وتوفي سنة ٢٢٠ هـ

أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم، وبقية النسب معروفة: وهو تاسع الأئمة، كان كبير القدر، رفيع الذكر كأسلافه كرام أهل البيت ولد في المدينة، ثم انتقل مع والده الرضى إلى بغداد، ولما توفي أبوه كان صغيرا فاجتاز به المأمون يوما فعرفه وأخذه معه وأحسن إليه وقربه، وكان على صغر سنه ذكي الفؤاد طلق اللسان تلوح عليه أمارات النجابة؛ فعني به المأمون وبالغ في الإحسان إليه، ثم أراد أن يزوجه بابنته أم الفضل فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أن يعهد إليه كما عهد إلى أبيه فأظهر المأمون ميله إليه وحبه بفضله وعلمه على حداثة سنه فنازعوه باتصافه بصفة العلم واستصغروه فأرسل إلى يحيى بن أكثم وأمره أن يمتحن محمدا فلما حضر أمر له بفرش حسن فجلس عليه ثم سأله يحيى مسائل فأجاب عنها بأحسن جواب وسر الخليفة فقال: أحسنت يا أبا جعفر، ثم التفت إلى من حضر فقال: الحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق في الرأي، وأقبل على أبي جعفر فقال له: إني مزوجك ابنتي أم الفضل وإن رغمت لذلك أنوف قوم! فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي، فقال أبو جعفر:

الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته، وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته والأصفياء من عترته، أما بعد؛ فقد كان من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام؛ فقال تعالى: ﴿وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم﴾ (النور: ٣٢)، ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين عبد الله المأمون ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت

<<  <   >  >>