للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بنو أمية في الشام]

[توطئة]

مضى الكلام في الصحف السالفة على القسم الأول من كتاب الملوك والأمراء، وكان بها الكلام على الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم أجمعين)، وهذا هو القسم الثاني نورد فيه تراجم ملوك بني أمية في الشام وهم الذين ورثوا الخلافة الإسلامية عن الحسن بن علي بن أبي طالب كما جاء في الكلام عليه، وإنما خص بالذكر من كان في الشام منهم إعلاما بأن ملوك الأندلس الذين من أصل أموي سيجري البحث عن رجالهم في فصل آت.

والدولة الأموية أسسها في الشام [و] أول أمرائها معاوية بن أبي سفيان، وكان كما سترى في ترجمته أميرا على الشام من قبل عمر ابن الخطاب، ثم أقره على ولايته عثمان بن عفان وأراد علي بن أبي طالب عزله عنها فوثب عليه وألبس السياسة ثوبا دينيا فادعى أنه لا يحارب عليا من أجل ملك أو رياسة، وإنما هو يعتقد أن عليا قتل عثمان أو اشترك بدمه فهو يريد قتلته ويطلب دمه على نحو ما أوردنا في ترجمة علي وانتهى الأمر بأن كان في المسلمين خلافتان في زمن واحد: راشدية في العراق، وصاحبها علي بن أبي طالب، وأموية في الشام وصاحبها معاوية بن أبي سفيان، فلما قتل علي بايع أصحابه ابنه الحسن فصالح الحسن معاوية وولاه الخلافة فصفت لابن أبي سفيان يتوارثها بنوه من بعده، وبنو هاشم في معزل عنها يتطالون إليها، ولا يطولونها، حتى آلت إلى بني مروان وهم فرع من بني أمية وسنذكرهم في المبحث القادم بعد الكلام على معاوية وبنيه إن شاء الله ولا قوة إلا به.

<<  <   >  >>