للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصحاب القصص والأخبار ينقلون عنه وعمن تقدمه من أهل البيت (رضوان الله عليهم) كرامات وحكايات كثيرة أضربت عن ذكرها لأني لا أقول بها ولاسيما وجلها مملوء بالأوهام التي لا يتحصل منها للقارئ ما يفيده وأما التاريخ فأضيق صدرا من أن يتسع لهاتيك الأخبار والأقاصيص، وهو إنما يكرم الرجال الذين شرفوا بأعمالهم وسموا بأنفسهم وما أجدر أولئك بالإجلال والإعظام إذا هم جمعوا بين التالد والطارف والنسب والمكتسب ذلكم خيرة الخلق وصفوة البشر.

محمد المهدي

ولد سنة ٢٥٥ وتوفي سنة ٢٦٥ هـ

أبو القاسم محمد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي: آخر الأئمة الاثنى عشر فيما تعتقده الإمامية، وهو المعروف عندهم بالمهدي وصاحب الزمان والمنتظر والحجة، والذي يحققه المؤرخون الثقات أنه ولد بسامراء، ومات أبوه وعمره خمس سنين، ولما بلغ التاسعة أو العاشرة؛ فقد فلم يعرف له أثر. هذا ما عرف من خبره.

أما الشيعة فيروون أنه دخل سردابا كان في دار أبيه، ثم لم يخرج منه، وهم ينتظرون خروجه ويأتون بالأدلة الثابتة عندهم على أنه حي يرزق وأنه سيعود إلى هذا الوجود فيملأ الأرض رحمة وعدلا وسلاما، وهناك أقوال وآراء لا يدخل إيرادها والمناقشة بها في بحث هذا الكتاب وحسبي منها الإشارة إليها.

وأمر خروج المهدي المنتظر لا خلاف فيه عند الشيعة ولكن بعضهم يرى أنه غير صاحب هذه الترجمة ويؤكد أنه محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب والقول الأول هو الشائع الذائع عندهم.

قال ابن بطوطة الرحالة في حديث رحلته ما لفظه: ثم وصلت إلى مدينة الحلة وهي مستطيلة مع الفرات وأهلها كلهم إمامية اثنا عشرية وبها مسجد على بابه ستر

<<  <   >  >>