للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مروان بن الحكم

ولد سنة ٢ وتوفي سنة ٦٥ هـ

علمت ما كان في أيام معاوية بن يزيد من تركه للملك على ما تقدم بيانه وقلنا: إن أهل الشام اتفقوا على مروان بن الحكم بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو أموي قرشي.

وكان شيخا كبير السن، ولد بمكة وانتقل إلى المدينة حتى كانت أيام عثمان ابن عفان جامع شتات بني أمية بن عبد شمس فقربه عثمان إليه وجعله أحد خاصته الذين يرجع إلى آرائهم ويعتمد عليهم في المعضلات ولما قتل عثمان انصرف إلى مكة وأقام يتردد بين الحجاز والشام حتى طرده ابن الزبير من مكة، فانصرف إلى الشام وهي بلا خليفة بعد انفصال معاوية بن يزيد عن الخلافة، فبويع مروان بها لسنه وقربه من عثمان وأمويته فهدأ الشام وخرج إلى مصر فصالحه أهلها، وكانت قد فشت فيها البيعة لابن الزبير فوثق منهم مروان وولى عليهم ابنه عبد العزيز وعاد إلى الشام، ورجا أن تصفو الخلافة لبنيه إلا أنه خاف مطالبة خالد بن يزيد بن معاوية بها متى كبر، وكان آنئذ صغيرا فرأى أن يستميله فتزوج أمه.

وبقي مروان في الملك تسعة أشهر وثمانية عشر يوما، حتى دخل عليه يوما خالد بن يزيد في شأن له فشتمه مروان وسب أمه فانحرف إليها ونقل لها الكلام فانتظرته حتى أقبل فوضعت على وجهه وسادة ضخمة بعد أن اضطجع وأمرت الجواري فقعدن عليها فصاح واستنجد فلم يغثنه فمات مخنوقا (قاله ابن الأثير)، وقال القلقشندي: توفي بالطاعون بدمشق.

<<  <   >  >>