العمال، وكان ذا حزم ورأي وشجاعة وعدل محبا لأهل الخير والصلاح شديدا على الأعداء، راغبا في الجهاد.
ومن غريب ما يذكر عن أيامه من عز الإسلام أن رجلا مات وأوصى أن يفك أسير من أسرى المسلمين من تركته فطلب ورثته ذلك فلم يوجد في دار الأعداء أسير مسلم يشترى أو يفك لضعف العدو وقوة المسلمين، وأهل الأندلس يعددون مناقبه ويبالغون فيها حتى قالوا: إنه كان يشبه في سيرته بعمر بن عبد العزيز ..
خلافته سبع سنين وتسعة أشهر [وثمانية] أيام، بنى عدة مساجد، وتمم بناء جامع قرطبة الذي بدأ أبوه به.
الحكم بن هشام
ولد سنة ١٥٤ هـ وتوفي سنة ٢٠٦ هـ
أبو العاصي الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل الأموي، أحد ملوك بني أمية العظام في الأندلس، قال المقري في نفخ الطيب: هو أول من جعل للملك أبهة بأرض الأندلس، وأول من جند بها الأجناد وجمع الأسلحة والعدد وارتبط الخيول على بابه، وكانت له عيون يأتونه بأخبار الناس، وكان يباشر الأمور بنفسه، ويقرب الفقهاء والعلماء والصالحين، وهو الذي مهد الملك لعقبه في تلك البلاد.
ولد بقرطبة مقر ملكه، وبها نشأ، وولي أمر المسلمين بعد أبيه هشام بعهد منه إليه سنة ١٨٠ هـ، وكانت في أيامه حروب وفتن كثيرة أثارها عليه جماعات من الخوارج والثوار فاشتغل في حسم شرورهم فجاءه نبأ مجاوريه من الفرنج، وأنهم أخذوا يعيثون فسادا في الثغور، فسار إليهم بنفسه سنة ١٩٦ هـ، فافتتح