للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجمع مالا كثيرا وقوة وسلاحا حتى كانت سنة ٥٤٧ هـ، وبها توفي السلطان مسعود بهمذان فلم يتصل خبره بالخليفة المقتفي حتى ثار ثورة الأسد فاستولى على دار السلطان مسعود ببغداد وقبض على أصحابه وأعوانه من السلجوقيين وغيرهم وضبط أموالهم وأمر بأن يراق في الطرق ما في بيوتهم وبيت السلطان من الخمر فأريق مقدار غير يسير و به نفر الناس إلى الخليفة منكرين على أعوان السلطان ما رأوه، وشمر الخليفة عن ساعد الجد فاستقل بالملك وقهر كل مزاحم له عليه، وكان من الرجال ذوي الرأي والعقل والدهاء، وهو أول من استبد من ملوك العراق منفردا عن سلطان يكون معه من أول أيام الديلم إلى أيامه، وأول خليفة تمكن من الخلافة وحكم على عسكره وأصحابه من حين تحكم المماليك على الخلفاء من عهد المستنصر إلى أيامه، إلا أن يكون المعتضد - قاله ابن الأثير.

وكان المقتفي شجاعا مقداما مباشرا للحروب بنفسه، وكان يبذل الأموال العظيمة لأصحاب الأخبار في جميع البلاد حتى كان لا يفوته منها شيء، وهو موصوف بالحلم والكرم والعدل وحسن السيرة، وكانت مدة خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر صفت له الخلافة منها ثماني سنين بعد وفاة السلطان مسعود السلجوقي، وعهد إلى ابنه يوسف الملقب المستنجد بالله.

المستنجد بالله

ولد سنة ٥١٠ هـ وتوفي سنة ٥٦٦ هـ

أبو المظفر يوسف المستنجد بالله بن المقتفي لأمر الله بن المستظهر بالله، ولي الخلافة على إثر وفاة أبيه (سنة ٥٥٥ هـ) فسار سيرته وضبط الدولة ضبط الحازم العاقل وأول ما بدأ أنه أزال المكوس ورفع عن الناس الضرائب حتى لم

<<  <   >  >>